أكد العميد الشيخ سلطان بن عبد الله النعيمي نائب قائد عام شرطة عجمان، نجاح القيادة العام الماضي، في تحقيق النسبة المئوية الخاصة بتخفيض عدد وفيات الحوادث المرورية إلى 8% لكل 100 ألف نسمة، وفق إستراتيجية وزارة الداخلية، بالتوازي مع تخفيض عدد الجرائم الجنائية، والمتهمين فيها .
وثمن في حوار مع “الخليج” هذا الإنجاز، الذي سيلحق به إنجاز آخر مماثل في العام الحالي، مع حصد عدد من جوائز التميز المحلية والعربية أهم إنجازات العام الماضي ، ولفت إلى أن القيادة ستفتتح منتصف العام الحالي مركز شرطة جديد في منطقة المنامة، ومراكز خدمة العملاء التي تم استحداثها في مراكز الشرطة لخدمة وتوجيه الجمهور، إضافة إلى البدء بإنشاء مقرين جديدين للقيادة العامة للشرطة، ولإدارة الخدمات المساندة في منطقة الجرف بعد النصف الثاني من العام الحالي .
وطالب نائب قائد الشرطة بإعطاء الأولوية لتطوير شارع الاتحاد المعروف سابقاً بشارع الشيخ زايد، للتخلص من الأزمات المرورية الناتجة عن تقاطعات الإشارات الضوئية عليه، في وقت أشار فيه إلى مراقبة تقاطع خليفة ب3 كاميرات، بعد تحديد سرعته ب60كم/ساعة . وتالياً نص الحوار:
بداية كيف قرأتم إحصاءات الحوادث المرورية والجرائم الجنائية المتعلقة بالعام الماضي؟
- نجحت القيادة العامة لشرطة عجمان في تحقيق هدف وزارة الداخلية بتخفيض عدد وفيات الحوادث المرورية إلى 8% لكل 100 ألف نسمة، وذلك متصل بعدة عوامل، من بينها التعاون المشترك بين القيادة العامة للشرطة ودائرة البلدية والتخطيط، لدراسة أوضاع الطرق والجسور والتحويلات المرورية، وتحديد سرعاتها، والتواجد الدائم لدوريات الشرطة والمرور عليها، واختيار الحلول الأصلح والأفضل والأكثر أماناً للسكان، لا سيما المشاة وطلبة المدارس .
تتصل بذلك الحملات المرورية والتوعوية التي لا تنفك إدارة المرور والدوريات عن تنظيمها ومتابعة نتائجها، جنباً إلى جنب مع قيام أفراد شرطة المرور بواجبهم وتحرير مخالفات بحق مرتكبيها على أمل تنظيم حركة السير والمرور، ووضع حد للسائقين الذين يقودون مركباتهم بطيش وتهور .
الجميل في الأمر أننا تمكنا من تخفيض نسبة الوفيات والحوادث الجسيمة رغم التوسع الدائم للمدينة، وزيادة عدد السكان والمركبات، وافتتاح طرق جديدة، ووجود بعض التحويلات على طرق أخرى تخضع للتطوير والتحسين .
إحصاءات
وماذا بشأن إحصاءات الجرائم والمتهمين فيها؟
- أظهرت البيانات الإحصائية انخفاض عدد الجرائم بشكل عام إلى 10136 جريمة، مقابل 10576 جريمة عام 2011، بنسبة نزول 4%، وانخفاضاً آخر بنسبة 5 .4% في عدد المتهمين فيها حسب التعريف القانوني للجريمة، ليتراجع العدد الإجمالي إلى 11840 متهماً في العام الماضي مقابل 12415 متهماً في العام الذي سبق .
وانخفضت نسبة الجرائم الواقعة على الأشخاص إلى 806 جرائم، بنسبة 8%، مقارنة ب 2011 الذي شهد 878 جريمة، بالتوازي مع انخفاض آخر قدره 5 .6 % بشأن عدد المتهمين فيها .
كما انخفضت الجرائم الواقعة على المال بمعدل 5 .3%، ونزل العدد الإجمالي من 8887 جريمة إلى 8567 جريمة، في ظل انخفاض آخر في عدد المتهمين في هذا النوع من الجريمة بواقع 4% .
وإلامَ تعزون هذا الانخفاض؟
- أن مردَّ هذا الانخفاض يعود إلى جملة عوامل أبرزها يقظة أفراد الشرطة والتحريات، والانتشار الدائم والواسع للدوريات داخل المناطق السكنية ليل نهار، بجانب زيادة منسوب الوعي لدى أفراد المجتمع بما في ذلك أبناء الجنسيات الآسيوية، بعواقب ارتكاب الجرائم، والتهرب من المسؤولية عنها، من خلال حملات التوعية الأمنية التي تنظمها الإدارات المختصة بالقيادة، وتوزيع المنشورات وبث الرسائل الإعلامية .
إنجازات وطموح
إلى أين تتجه أنظاركم وخططكم هذا العام وما أبرز ما أنجزتموه في العام الماضي؟
- جل تركيزنا منصب على مؤشرات النسب والأرقام الخاصة بالجرائم وحوادث السير والمرور، وما ينتج عنها من وفيات وإصابات، لتخفيض معدلاتها قدر المستطاع، تماشياً مع إستراتيجية وزارة الداخلية للعام الحالي بهذا الشأن، جنباً إلى جنب مع بذل مزيد من الجهد إضافة إلى رصيدنا في جوائز التميز والجودة .
أما أبرز ما يثلج صدورنا ويبعث على الراحة والاطمئنان بالنسبة لنا، فهو كما قلت في البداية، تخفيض عدد الجرائم الجنائية وفيات الحوادث المرورية .
كما كان العام الماضي حافلاً بجوائز التميز بالنسبة لنا، منها جائزة الإمارات للتميز، وجائزة سمو وزير الداخلية، وجائزتين على المستوى العربي وهما جائزة أفضل موقع أمني إلكتروني وجائزة أفضل موقع استراتيجي، الأمر الذي يضعنا أمام تحديات للاستمرار في التطوير لنكون أفضل من العام الماضي، و يضيف عبئاً على إدارة الإستراتيجية في القيادة لتحقيق مزيد من التميز .
غياب مروري
ثمة شكاوى من غياب دوريات المرور في بعض المناطق التي تشهد أزمات مرورية خانقة أوقات الذروة وخصوصاً على تقاطع مستشفى “جي أم سي” ودوار بوابة عجمان “رونا” ما يؤدي إلى عدم التزام البعض بخطوط السير وسلب الآخرين حقهم في العبور فكيف تبررون هذا الغياب؟
- لا نذيع سراً إن قلنا إن هذين المكانين، أقصد دوار بوابة عجمان المعروف بدوار “رونا”، وتقاطع مستشفى “جي أم سي” على شارع الاتحاد، ومعهما تقاطع الصناعية على الشارع نفسه، الأكثر ازدحاماً في عجمان، ونحن بحاجة ماسة لتطوير هذه الأماكن والاستعاضة عنها بحلول أخرى غير الإشارات الضوئية، بحيث تضمن عبوراً سلساً للمركبات من دون توقف .
دائرة البلدية والتخطيط كانت ثبتت أقماعاً بلاستيكية قبيل الإشارات الضوئية على تقاطع “جي أم سي”، لتنظيم حركة السير، لكن بعض السائقين تعمد إلى تخريبها حتى يعبر من أمام المركبات الأخرى، في مشهد يعكس جانباً كبيراً من الفوضى وعدم احترام حقوق الآخرين .
في المقابل نحن لا نستطيع تفريغ دوريات شرطة دائمة لتنظيم حركة السير على الطرق وفي الأماكن المزدحمة، لأن ثمة مسؤوليات أخرى مرتبطة بها مثل تخطيط الحوادث وتوفير الأمن والأمان للسكان والاستعانة بهم وقت وقوع الجرائم، لكن ذلك لا يعني أن دوريات المرور والشرطة لا تخدم هذه الأماكن ولا تنظم حركة السير فيها .
نأمل من الجهة التي ستنفذ مشروع تطوير شارع الاتحاد سواء البلدية أو وزارة الأشغال أن تضع هذا الشارع على رأس هرم أولوياتها، نظراً للحاجة الماسة لذلك، حتى يبقى الشارع سلساً وحراً على طوله .
مرافق جديدة
هل سيتم افتتاح مراكز ومرافق شرطية هذا العام وماذا بشأن المقر الجديد للقيادة ؟
- في النصف الثاني من العام الحالي سيتم إنجاز مركز شرطة المنامة، ليصار إلى تأثيثه وافتتاحه أمام الجمهور، وبالنسبة للمبنى الجديد للقيادة الذي ستنفذه وزارة الداخلية في منطقة الجرف فإن مخططاته جاهزة وسيتم البدء بإنشائه مع نهاية العام الحالـي .
ما استعداداتكم لافتتاح تقاطع الشيخ خليفة الجديد؟
- بلا شك إن تقاطع الشيخ خليفة منجز جديد يضاف إلى تطور البنية التحتية في عجمان، وهو أشبه بقلب يوزع عبر شرايينه المتعددة الحركة المرورية في أكثر من اتجاه ، جاعلاً الأزمات التي كانت عليه قبل تطويره أمراً من الماضي، إضافة إلى أنه سيسهل الحركة المرورية ليرفع نسبة سلاستها ومرونتها إلى أكثر من 90% .
نحن مستعدون لهذا الافتتاح، لكننا قلقون نسبياً، من وقوع حوادث على هذا التقاطع لا سمح الله، على اعتبار أن السائقين لا يعرفون جيداً توزيع الطرق عليه، كونه يتكون من ثلاثة مستويات، من ضمنها جسر ونفق، تؤدي إلى اتجاهات مختلفة داخل الإمارة، ناهيك عن الإرباك الذي قد يلازم عملية إزالة التحويلات في المنطقة المحيطة بها والسماح للمركبات بالعبور .
وأؤكد هنا أن لدينا خطة لإعادة السير مرة أخرى إلى الطرق القديمة في منطقتي الحميدية ومشيرف وشارع الشيخ خليفة، تقضي بتغيير حركة السير تدريجياً لتجنب وقوع ازدحامات، كما ارتأينا أن يكون الافتتاح في يوم عطلة رسمية .
وكم ستكون السرعة على طرق هذا التقاطع؟
- تم تحديد السرعة ب60 كم/ساعة، على طرق التقاطع وبمسافة قليلة بعده وقبله، حتى يعبره السائقون بسرعة متدنية، للتمكن من تحديد وجهاتهم بترو ودقة، لأنه إذا زدنا السرعة أكثر من ذلك فإن الفرصة لوقوع حوادث ستزيد كذلك، فضلاً عن تثبيت كاميرات مراقبة ورادارات لضبط الحركة عليه ومراقبته من غرفة العمليات .
مراقبة الطرق
هل بدأتم باستخدام كاميرات المراقبة المنتشرة على الطرق وعلى أسطح البنايات لتحرير مخالفات المرور وضبط عدم الملتزمين بقانون السير؟
- حتى اللحظة لم نقم بذلك، علماً أن جميع طرق وتقاطعات الإمارة صارت مغطاة بكاميرات المراقبة، لكنا أضفنا خدمة مؤخراً على موقعنا الالكتروني وهي عبارة عن 3 كاميرات تنقل في بث حي ومباشر حالة الحركة المرورية على كل من شوارع الكورنيش وتقاطع الخور والشيخ خليفة، من اجل معرفة نقاط الازدحام وإيجاد البدائل لها، وهذه الخدمة طرحت نتائج جيدة للجمهور الذي بات على اطلاع متواصل على حركة الطرق الرئيسة داخل الإمارة .
حوادث ومخالفات
شهدت عجمان العام الماضي انخفاضاً ملحوظاً في عدد الوفيات والإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية التي زادت، وزاد معها عدد المخالفات مقارنة بالعام الذي سبق .
وسجلت إدارة المرور والدوريات انخفاضاً قدره 41 % في عدد حالات الوفاة التي بلغت 17 حالة نتجت عن 203 حوادث جسيمة من أصل نحو 29700 حادث متنوع في ،2012 مقابل وفاة 29 شخصاً في253 حادثاً جسيماً من أصل نحو 28500 حادث في 2011 .
ونتج عن هذه حوادث العام الماضي الجسيمة والبسيطة، نحو 285 إصابة، أمام 344 إصابة في ،2011 بنسبة انخفاض 17% .
وفي العام الماضي تم تسجيل نحو 60300 مخالفة حضورية، و55300 أخرى في ،2011 بنسبة زيادة 9%، مقابل انخفاض المخالفات الغيابية من نحو35200 مخالفة إلى قرابة ،30600 بتغير قيمته 15% .
كما تم سحب 430 رخصة قيادة خلال العام الماضي، مقابل سحب 506 رخص قيادة في 2011 .
