استضاف مركز تنمية القادة ورعاية المبدعين بوزارة الداخلية سعادة العميد الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي نائب قائد عام شرطة عجمان، في إطار برنامج رعاية المبدعين الذي تم إطلاقه بوزارة الداخلية لاختيار وتأهيل مجموعة من المبدعين كقادة للمستقبل بدعم واهتمام الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إيماناً منه بأهمية اكتشاف ورعاية المبدعين لبناء قيادات إبداعية شابة قادرة على التميز والريادة.
ولدعم تطوير القدرات الإبداعية لدى المنتسبين فقد تضمن البرنامج تنظيم لقاءات مع القيادات الشرطية الناجحة، بدأت بتوجيه الدعوة لسعادة العميد الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي لعرض تجربة شرطة عجمان الناجحة في مسيرة التميز ورعاية الإبداع، بصفته شخصية ناجحة ذات طابع قيادي متميز، بالإضافة إلى أنه أحد قادة الشرطة الذين اتسموا بالعزم والتمسك بقيم الإبداع والتطور وساهموا في رفع مستوى الأداء الشرطي في شرطة عجمان ووزارة الداخلية إلى أعلى درجات التقدم وفق معايير التميز العالمية، وذلك ليستفيد منتسبي البرنامج منه كنموذج يُحتذى به خلال الدورة التدريبية الأولى لبرنامج رعاية المبدعين، والمنظمة لتنمية وتطوير مجال الإبداع لدى منتسبيها في فندق كمبنسكي عجمان.
حضر اللقاء من شرطة عجمان المقدم محمد شيبان سويدان رئيس قسم الخدمات الإلكترونية والاتصالات والرائد سعيد علي المدحاني رئيس قسم العمليات ، والنقيب راشد حميد بن هندي رئيس قسم التعقيب بإدارة المرور والدوريات ، والملازم أول نوره سلطان الشامسي مدير فرع الشؤون الإعلامية إلى جانب عدد من الضباط وضباط الصف والأفراد .
وحضر من مركز تنمية القادة ورعاية المبدعين الرائد الدكتور عمر إبراهيم آل علي رئيس قسم تقييم الكفاءات ، والرائد فهد إسماعيل الحوسني رئيس قسم رعاية المبدعين، وعدد من مسؤولي وموظفي المركز، إلى جانب منتسبي برنامج رعاية الابداع .
ورحب الرائد الدكتور عمر إبراهيم آل علي بسعادة العميد الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي ثم عرف الحضور به وقال: "يسعدنا ويشرفنا تلبية سعادة العميد الشيخ سلطان النعيمي دعوتنا إليه لعرض التجربة الناجحة لشرطة عجمان في مجال التميز والإبداع في "لقاء القادة" المنظم ضمن الدورة التدريبية الأولى لبرنامج رعاية الإبداع، حيث دفعنا المستوى المتقدم من التطور لشرطة عجمان في ظل قادتها اللذين صعدوا بها إلى المستويات العالمية من التميز، إلى اختيار رئيس اللجنة العليا لبرامج التميز في شرطة عجمان سعادة العميد سلطان النعيمي كنموذج للقائد المتميز المبدع الذي يحتذى به.
وبدأ سعادة العميد النعيمي مرحبا بالحضور ومهنئاً منتسبي الدورة اختيارهم ضمن المبدعين الذين يتولى البرنامج رعايتهم، وأشاد بتميزهم وطموحهم الذي تمكنوا به من اجتياز مراحل التقييم مما أثبت كفاءتهم الإبداعية، كما قدم شكره الجزيل لقادة المركز ومؤسسيه على جهودهم في تنظيم وتطوير برنامج رعاية المبدعين، مشيداً باهتمامهم المتميز لتأهيل الكوادر البشرية في الوزارة وإكسابهم الخبرات اللازمة لإعداد القادة القادرين على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار، وأضاف أن هذا المشروع يعتبر من الأنظمة الحديثة التي تتزامن مع استراتيجيات وزارة الداخلية الهادفة للإبداع والتميز.
ومن خلال العرض القيم الذي قدمه سعادة العميد النعيمي لمراحل نمو التميز والإبداع في شرطة عجمان أكد أن المستوى المتقدم من التميز والانجازات المحققة يعود لجهود جميع العاملين بشرطة عجمان، بدءاً من قادتها إلى عامة الموظفين بها، ومعهم خطت الشرطة خطواتها المتقدمة نحو التطور وخاضت مراحل التميز بين الإنجازات والتحديات نحو أعلى المستويات من التطور.
ووضح سعادته قائلا: إن أولى خطوات التميز لشرطة عجمان بدأت مع طرح جائزة عجمان للأداء الحكومي المتميز، حيث كان مفهوم التميز وتطبيق معاييره ليس بالأمر الهين خاصة مع مصطلحات التميز الجديدة، ولكن مع تحفيز حكومة عجمان لخوض التجربة الأمر الذي زاد من إصرارنا جميعا للتحدي والمواجهة والعمل بجهد، وعند إعلان النتائج تبين أن شرطة عجمان أحرزت المركز الخامس، ومع ذلك فقد جعلنا من هذه النتيجة دافعاً لبذل المزيد من الجهد وإعادة دراسة الوضع لكشف مجالات الضعف وتطويرها في النواحي المختلفة من مجالات العمل، مشيراً إلى أن اهتمام الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بتطبيق التميز في الوزارة رسّخ فينا هذا التحدي والإصرار على دعم الإبداع لنتقدم إلى المراتب الأولى بتحقيق إستراتيجية وزارة الداخلية للارتقاء إلى قمة التميز.
وأشار سعادة العميد أن التميز والإبداع لا يتحقق بدون قيادة متميزة، وشرطة عجمان نجحت بقائدها ونائبه ومدراء الإدارات العامة ومدراء الإدارات بها، من خلال المشاركة في عمليات التخطيط والتنظيم واتخاذ القرارات، وفتح أبواب الاتصال والتشاور بين القادة والمرؤوسين، كما عملت الشرطة على نشر ثقافة التميز لدى العاملين ليتمكنوا من إدراك مفاهيمها ولتعزيز القدرة لديهم على تطبيق آليات إدارية متطورة في شتى المجالات، ما يساعد في تحسين الأداء وتطوير العمل الشرطي لمواكبة المتغيرات العالمية، كما عملت الشرطة على تطبيق منهجيات وزارة الداخلية بأساليب حديثة، وتجسد هذا في تطبيق معايير التميز الخاصة بالقادة وإدارة العمليات وتخطيط الاستراتيجيات، بالإضافة إلى تحقيق نقلة نوعية في مواضيع الشراكة وخدمة المجتمع وخدمة المتعاملين.
ثم وضح سعادته الأساليب الحديثة للتشجيع والتحفيز وتنمية الرغبة في التغيير والتطوير من خلال التدريب والمكافآت والتكريم، لمواجهة التحدي المتمثل في مقاومة التغيير، واهتمت شرطة عجمان كثيراً ببناء الموظف الكفء وتطويره من خلال توفير متطلبات وفرص التدريب التخصصي بما يخدم العمل في المجال الفني والإداري، بالاستفادة من مراكز الخبرة داخل وخارج الدولة، كما ذكر سعادته أن شرطة عجمان أول من صممت برنامجاً إلكترونياً للشكاوي والمقترحات على مستوى وزارة الداخلية للإستفادة من أفكار الموظفين والجمهور في دعم عجلة التطور والتقدم في القيادة، وأشار إلى أن عصرنا هذا هو عصر التطور التكنولوجي، لذا تبنت القيادة تطبيق الأفكار الإبداعية في المجال التقني التي ساهمت في تحويل الإجراءات والخدمات إلى أنظمة إلكترونية حديثة، ولم تنسى الأيدي المبدعة والمتميزة للموظفين الذين قدموا جهودهم وإبداعهم فوضعت عدة أنظمة للتكريم مادياً وعينياً بمنح المكافآت والهدايا العينية القيمة والإجازات والشهادات بالإضافة إلى تنظيم حفل يوم عجمان للتميز الشرطي للتكريم بالأوسمة، وأضاف إلى أن القيادة تؤمن بقدرات منتسبيها من مختلف الرتب العسكرية والمسميات الوظيفية ومن هنا نجد اليوم المكرمين والمبدعين ينتمون إلى كافة درجات السلم الوظيفي.
وذكر سعادته أن تطبيق معايير التميز كان تحدياً حقق إنجازات مبهرة في نشر ثقافة التميز والجودة مما زاد في قوة شرطة عجمان إذ أخذت تحصد الجوائز سنة تلو الأخرى على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، إذ لم يكن الهدف هو الفوز بحد ذاته، بل لترسيخ أسس التميز بتطبيق المنهجيات وأساليب العمل الحديثة واستثمار الموارد بتطبيق معايير التميز التي جاءت بها هذه الجوائز، والفوز هنا هو النتيجة المؤكدة للالتزام بهذه المعايير وتطبيقها بالصورة التي أعطت مستواً راقياً لجميع الخدمات المقدمة من جميع الإدارات ومراكز الشرطة، مما يعكس ذلك المستوى المتقدم للموظفين وأعضاء الفرق بما قدموه لتحقيق التميز، والجدير بالذكر أن لشرطة عجمان 15 مقيم دولي معتمد من EFQM و 15 مقيم محلي معتمد و 18 مقيم جودة معتمد، كما حصلنا على شهادة نظام الإدارة المتكامل (آيزوISO9001 -ISO4001 - SA18001 ) كأول قيادة في وزارة الداخلية، ولن نقف عند هذا الإنجاز المقدر، بل هدفنا هو تحقيق رؤية سمو وزير الداخلية في أن تصبح دولة الإمارات من أكثر الدول أمناً وسلاماً، ولن يتحقق هذا إلا بالمحافظة على الصدارة وتحقيق الريادة على الدوام.
وقد حول سعادة العميد النعيمي هذا اللقاء إلى بيئة عملية حقيقية حيث استدعى أصحاب الأفكار الإبداعية المطبقة لعرض انجازاتهم أمام منتسبي الدورة والحضور إلى جانب عرض أحدث الأنظمة الإبداعية المطبقة في شرطة عجمان، حيث قدم سعادة المقدم محمد شيبان سويدان فكرة حقيبة العمليات المتحركة، كما استعرض الرائد سعيد علي المدحاني نظام المراقبة بالكاميرات ونظام ربط الفنادق والشقق الفندقية ببرنامج الكتروني أمني، بالإضافة إلى نظام أسبقيات الورش الذي قدمه المساعد أول محمد عبدالله محمود وهو أيضا من منتسبي الدورة المبدعين، وقدم الخبير الفني جاهد سالم خليل فكرته المطبقة في مجال البث الحي لطرق الإمارة على الموقع الالكتروني لشرطة عجمان وفي الهواتف الذكية، بالإضافة إلى الأفكار الإبداعية الأخرى.
ثم قدم سعادة العميد الدعوة للجميع للنزول والاطلاع على غرفة العمليات المتحركة المتواجدة في ساحة الفندق، حيث عرض سعادته أنظمة الاتصال والكاميرات وشاشات البث الحي والبرامج الإلكترونية في سيارة غرفة العمليات المتحركة والمرتبطة بغرفة العمليات الرئيسية في القيادة، مما أثار ذلك الإعجاب ودهشة الحضور بما وصلت إليه شرطة عجمان من إبداع يفوق التصور وتميز وتطور وحداثة وفق أعلى مستويات التقدم العالمي.
وفي ختام العرض شكر سعادته الحضور معرباً عن أمله بأن يكون اللقاء قد حقق الأهداف المرجوة منه، وحث منتسبي البرنامج على مواصلة تطوير الملكة الإبداعية لديهم بشكل فعال ودائم بجعل الخبرات المستفادة من البرنامج دافعا قوياً نحو طرح الأفكار الجديدة بما يحقق أهداف وزارة الداخلية في تطوير الأداء الفردي والمؤسسي متمنياً لهم دوام التوفيق والسداد.
ومن جانب آخر شكر سعادة الرائد الدكتور عمر إبراهيم آل علي رئيس قسم تقييم الكفاءات بمركز تنمية القادة ورعاية المبدعين نائب قائد عام شرطة عجمان معرباً عن فخر إدارة المركز بتطوير المبدعين في هذا البرنامج من خلال الالتقاء بشخصية قيادية كالعميد الشيخ سلطان النعيمي، الذي يستشعر الإبداع كمفهوم وممارسة، ولديه إيمان راسخ وقناعة داخلية بأن تطبيق معايير التميز هو أساس التقدم والتطور والنجاح المستدام.
وأضاف قائلا: إن برنامج رعاية المبدعين تم إطلاقه حرصاً من وزارة الداخلية على تعزيز الكادر البشري وتطويره من خلال تزويدهم بأفضل وأحدث الأساليب المطبقة في مركز تنمية القادة ورعاية المبدعين الذي تخصص في مجال تنمية القادة والإبداع، وهو يرتبط مباشرة بالأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ويضم أربعة أقسام رئيسة زودت بأفضل الخبرات التخصصية.
وقدم سعادة الرائد الدكتور شرحاً عن البرنامج وأهميته وأهدافه وشروط الترشيح به، واستعرض المراحل التي تم من خلالها اختيار منتسبي الدورة الأولى للبرنامج، والتي تضمنت اختيار أصحاب الأفكار والمقترحات الإبداعية على مستوى وزارة الداخلية، ومن ثم إجراء مجموعة من الاختبارات لتقييم القدرات العقلية والتفكير الإبداعي واختبارات الشخصية التي نتج من خلالها اختيار أفضل المرشحين للبرنامج، لافتاً إلى أن 25% منهم ينتسبون إلى الجهات الأمنية في إمارة عجمان، وأضاف أن مدة البرنامج عام كامل يتضمن الدورات التخصصية والنوعية ولقاءات مع القيادات الشرطية والأكاديمية، ومحاضرات وورش العمل ومؤتمرات وزيارات عدة لتبادل الخبرات مع المنظمات الأخرى والشركاء داخل وخارج الدولـة.
وفي ختام اللقاء قام سعادة الرائد الدكتور عمر بتكريم سعادة العميد الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي بمنحه درعاً تذكارياً شاكراً له حضوره الثمين الذي أثرى منتسبي البرنامج باكتساب مهارات متنوعة في تطوير السمات القيادية والإبداعية لديهـم.
