أوصى المشاركون في مجلس وزارة الداخلية الذي استضافه سالم بن أحمد النعيمي مستشار صاحب السمو حاكم عجمان، بأن تصبح مبادرة مجالس" الداخلية " فعالية سنوية، وتقليداً دورياً، حتى يبقى باب النقاش في القضايا التي تهم الوطن والمواطن مفتوحاً باستمرار .
كما اتفقوا على ضرورة تنمية فكرة احترام الرأي الآخر والنقد البناء من دون التجريح أو الاتهام ومعاقبة كل من يحرض على الكراهية وشق صف المجتمع، مع توجيه المواطنين بضرورة احترام قوانين البلدان التي يزورونها، ومحاربة السلوكيات الضارة .
وطالبوا الأسر بدور أكبر في تربية الأبناء التربية الصالحة المستمدة من شريعتنا الإسلامية، وعاداتنا وتقاليدنا العريقة، في وقت طالبوا فيها وسائل الإعلام للعب دور أوسع من أجل نشر ثقافة احترام القانون والعادات والتقاليد المتأصلة في شعب الإمارات .
وفي افتتاحية المجلس، الذي أدار محاوره الإعلامي الدكتور علي سنجل ، توقف " الأخير" عند ذكرى وفاة المغفور له بإذن الله ، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " ، واستعرض أبرز منجزاته وعلى رأسها تأسيس دولة الاتحاد .
بعد ذلك تحولت الكلمة إلى سالم بن أحمد النعيمي الذي رحب بالحضور، وأعرب عن فخره وتشرفه باستضافة أحد مجالس وزارة الداخلية الرمضانية، ثم دعا للشيخ زايد بن سلطان بالرحمة والمغفرة .
بدوره أكد الدكتور أحمد علي أحمد ، أحد ضيوف رئيس الدولة العلماء أن الحرية المطلقة للأفراد والجماعات تؤول إلى لا حرية ، وأن الحرية الكاملة اعتداء على حقوق الآخرين .
وتحدث الدكتور عبد الكريم أحمد، ضيف آخر من ضيوف رئيس الدولة العلماء، عن فضل تنظيم مثل هذه المجالس لا سيما في شهر رمضان المبارك .
وعبر العميد علي عبدالله بن علوان النعيمي قائد عام شرطة عجمان، عن أسفه لغياب بعض العادات والتقاليد الحميدة عن جيل اليوم، وأشار إلى التغير السريع في إيقاع المجتمع، وكيف تراجع الاهتمام بالأبناء، ومتابعة تحركاتهم، والتحقق من كيفية قضاء أوقاتهم ، ومساءلتهم عند ارتكاب الأخطاء، في وقت عزا فيه ظهور الكثير من السلوكيات السلبية بين صفوف الشباب والمراهقين، مثل القيادة بطيش وتهور، وتعاطي المخدرات، والتدخين ، إلى غياب دور الأسرة
وقال العميد الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي نائب قائد عام الشرطة إن العادات والتقاليد لا تتعارض مع تطبيق القانون البتة، ولا تأثير سلبياً لها عليه، لكنه انتقد بعض القوانين التي تخالف بعض العادات وجاءت بنتائج سلبية على النشء مثل قانون منع معاقبة المعلم للطالب أو ضربه ضرباً غير مؤذٍ، أثناء تربيته وتعليمه .
وعقد الوالد سالم الشامسي مقارنة سريعة بين جيلي اليوم والسابق، وأظهر فجوة كبيرة بينهما، وعبر عن أسفه للحال الذي وصل إليه بعض الأبناء الذين خلعوا عنهم عباءة العادات والتقاليد المتجذرة بآبائهم وأجدادهم، وراحوا يركضون وراء التقليد الأعمى الذي يبعدهم عن دينهم وثقافاتهم وقيمهم وأخلاقهم، محملاً المسؤولية بالدرجة الأولى إلى الأسرة .
في السياق ذاته قال أسامة سعيد سلمان نائب رئيس جامعة عجمان: إن أبناء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" طيب الله ثراه " تشربوا عاداته وتقاليده الحميدة، رحمه الله، وصاروا قدوة لها من بعده .
من جانبها قالت الدكتورة آمنة خليفة رئيس مجلس سيدات أعمال عجمان، إن لدى شعب الإمارات عادات وتقاليد تبعث على الفخر والإعتزاز وتمثل الهوية الحقيقية له، فيما ركزت الكاتبة والإعلامية فضيلة المعيني، في حديثها على دور وأهمية الأسرة الممتدة، في غرس العادات والتقاليد والإرث الثقافي المجتمعي النبيل .
الشاعرة الدكتورة شيخة المطيري ، انتقدت مسألة تذكر العادات والتقاليد، وتسليط الضوء عليها في المناسبات فقط ، استنكرت مفاخرة بعض الشباب والبنات بتجاوز حدود القانون وعدم الالتزام بنصوصه .
وفي نهاية المجلس تلا سلطان جمعة الشامسي عضو المجلس الوطني التوصيات التي رشحت من نقاشات المشاركين، وأكد ضرورة الأخذ بها، ونقلها لمناقشتها في أروقة صنع القرار .