أكد المجتمعون في مجلس زايد الشرطي بعجمان أن مآثر زايد وحكمته في بناء الدولة وتطويرها في حقبة زمنية قياسية، ينبغي أن يُدرس كمنهاج تربوي وتنموي للأجيال القادمة، لما يحمل في طياته من خبرات وحكم تدعم مسيرة الأجيال لتكمل نهج زايد في التطوير والتنمية.
جاء ذلك خلال " مجلس زايد الشرطي " الذي نظمته القيادة العامة لشرطة عجمان ضمن مبادرات عام زايد المتمثلة بعقد مجالس زايد الشرطية بالتعاون مع وزارة الداخلية بتوجيهات من سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ضم نخبةً من كبار الشخصيات ممن عاصروا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واستأثروا بمآثره، بحضور كبار الضباط والمدراء العامون ومدراء الإدارات والضباط بشرطة عجمان، اجتمعوا للحديث عن شخصية ومكانة زايد القائد والإنسان في قلوب شعبه ومحبيه ومؤيديه، ولترسيخ الوفاء لمؤسس الدولة الذي بنى دولة عصرية متطورة، تحظى باحترام وتقدير العالم، في فندق عجمان سراي.
افتتح المجلس وأداره سعادة الدكتور اللواء م خليفة راشد الشعالي مدير الكلية الجامعية للأم والعلوم الأسرية في عجمان، ومدير عام شرطة عجمان سابقاً، مؤكداً على أهمية استمرار انعقاد المجالس في المجتمع الإماراتي بوصفها موروثاً ثقافياً ونهجاً انتهجه المغفور له الشيخ زايد، لما تعود به من نفع على الدولة والمجتمع من خلال مجالس الشورى والتباحث في أمور المجتمع.
ثم عُرض فيديو حول مآثر الشيخ زايد وحكمه وأهم العبارات والحكم الخالدة للمغفور له، والتي دونت في تاريخ دولة الإمارات، لتكون نبراساً تقتدي بها الأجيال القادمة، وتتخذها نهجاً في مسيرة التميز والريادة.
وتحدث معالي عبد الله حميد المزروعي رجل أعمال ووزير العدل الأسبق في دولة الإمارات عن دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في بناء الدولة، وإنجازاته على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وكيف استطاع بحكمته وفطنته الانتقال بدولة الإمارات من دولة حضرية إلى دولة عالمية رسخت نهضتها وحضارتها في كافة المجالات الاقتصادية والأمنية والمجتمعية، لتتنافس دولياً على المراكز الأولى في العالم.
من جانبه استعرض سعادة اللواء الشيخ سلطان بن عبد الله النعيمي قائد عام شرطة عجمان، إنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قطاعات الصحة والتعليم والتنمية البشرية، والنهضة التي حققها في تلك القطاعات، واهتمامه بابتعاث الطلبة إلى جميع أقطار العالم لينهلوا من العلم بما يعود على دولتهم بالنفع والرقي والتطور، وكيف استطاع تنمية علاقاته مع دول العالم أجمع بتسامحه وكرمه وحرصه على تنمية المجتمعات العربية وشعوبها، وبناء الشراكات الدولية والصداقات الإنسانية.
واستذكر سعادة عبد الله أمين الشرفاء المستشار بديوان صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي حاكم عجمان مسيرة حياة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان المليئة بمواقف التحدي والصبر، فتحدث من خلال تجربته ومعايشته لواقع الحياة في ذلك الوقت عن تحمل المغفور لصعوبة الحياة في أول مراحل حكمه حين كانت دولة الإمارات صحراء ومواطنوها يعيشون حياة بدائية، وكيف استطاع توظيف إمكانيات الدولة ومواردها واستغلالها أمثل استغلال في التنمية والتطوير، إلى أن أصبحت دولة الإمارات من أكثر دول العالم تقدماً وحضارة.
من جانبه تحدث سعادة الدكتور عقيد م حميد عبيد المطروشي عن مسيرة زايد وطموحه الذي سعى وجدَّ واجتهد لتحقيقه منذ بدايات حكمه عام 1961، ليتمكن من تأسيس الدولة وإعلان اتحادها من إمارات متصالحة إلى إمارات متحدة يشار لها بالبنان عام 1971، وما كان هذا ليكون لولا فطنته وحكمته وصبره، واستغلاله لموارد الدولة أفضل استغلال، كل ذلك كان في حقبة زمنية لم تتجاوز عشرة أعوام، فكيف لا يكون قائداً استثنائياً، زايد الإنسان المتسامح الذي أوصل رسالته إلى العالم أجمع ونقل صورة الدولة الشابة المتسامحة السخية بعطائها وتعاطفها مع الدول النامية.
واستعرض سعادة العميد م عبد اللطيف العيسى نائب مدير شرطة العين نشأة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومواقفه الإنسانية والتاريخية، باحتضانه الجميع وتعامله معهم بحكمة وعاطفة الأب القائد الحريص على أبنائه، فكان ولا يزال أبناء دولة الإمارات كلما أرادوا الحديث عن المغفور له قالو " أبونا زايد" دلالةً على عمق إخلاص ومحبة شعب ومواطني دولة الإمارات لزايد وكأنه والدهم، كما كان يهتم بمتابعة المشروعات التي تقدم الحياة الرغيدة والرفاهية لأبناء الإمارات.
وأشار سعادة العقيد م محمد سعيد النعيمي إلى اهتمام المغفور له الشيخ زايد بتطوير البنية التحتية للدولة وبناء المرافق وتشييد الطرق والجسور والمدارس والمستشفيات، وتحقيق المنجزات في الرعاية الصحية والمرافق التعليمية والبنى الأساسية، وفي العديد من جميع المجالات.
واستذكر سعادته اهتمام زايد بالمرأة الإماراتية، فقد حظيت باهتمام خاص منذ توليه مقاليد الحكم، فكان يرى في صلاح المرأة وتنميتها صلاحاً للأسرة والمجتمع ويقول " المرأة هي كل المجتمع "، فظلت مكانة المرأة الإماراتية حاضرة حتى تبوأت أعلى المناصب في الدولة، وشاركت في ميادين الحياة كافة لتنافس الرجل في التعليم والصحة والوظائف الإدارية بفضل اهتمام القيادة بتنميتها، كل ذلك يشير إلى عمق اهتمام زايد بالمرأة ومكانتها في المجتمع.
وأكد سعادة العقيد الدكتور عبد الله الشامسي مدير مكتب ثقافة احترام القانون أن موروث زايد وحكمته يجب أن يدرَّس منهجاً ويتناقل أبناء زايد وأحفاده هذا الموروث الثقافي عبر الأجيال بحرصهم على استمرار انعقاد المجالس.
واستذكر المجتمعون في المجلس مواقف شخصية عاشوها مع المغفور له، تعلموا منها التسامح والكرم والصبر على المشقة للوصول إلى أعلى المراتب في التقدم والتطور، ومنهم من استذكر طرائف تدل على بساطته وحبه لشعبه وقربه منهم، وأكدوا على ضرورة إحياء المجالس والندوات التي تعنى بمؤسس وباني نهضة الإمارات، لغرس ثقافة الاجتماع بهدف إبراز المراحل القيادية للمغفور له في بناء وتأسيس اتحاد الخير والعطاء، وتعريف الأجيال الحالية بها، حفاظاً على المكتسبات التي تحققت طوال مسيرة الاتحاد.
وفي ختام المجلس كرم سعادة اللواء الشيخ سلطان بن عبد الله النعيمي السادة المتحدثين تقديراً لحضورهم ومشاركتهم في مجلس زايد الشرطي، ولما أبدوه من حب ووفاء وإخلاص للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، متمنياً لهم دوام الصحة والعافية لخدمة دولة الإمارات وقيادتها.